بقلم / خالد الترامسي
نادر بكار المتحدث الرسمى باسم حزب النور السلفى، وصورة تجمعه مع وزيرة خارجية إسرائيل السابقة ” تسيبي ليفني ” طبعا الموضوع عبارة عن صورة فقط لكن الإطار الحواري لا يوجد ، ولكن الصورة تنم عن أشياء كثيرة ، إيه الصورة فاضية خاوية أو كما يعبرون في علم الجغرفيا خريطة صماء ” أي صورة صماء ” ؟
فالصورة ما هي إلا صورتين منفصلتين لشخص كل منهما ، ولكن تبقي المقابلة والتي لم ينكرها أحد سواء نادر بكار ذاته أو أي من قيادات حزب النور مؤكدين علي أن تلك المقابلة ، تمت بصفة أكاديمية وليست حزبية فقد إلتحق نادر بكار ببعثة دراسية بجامعة هارفارد، كلية كينيدى للعلوم السياسية، وقد نال درجة الماجستير فى الإدارة الحكومية والسياسة العامة .
والسؤال لماذا تم التعرض لهذه المقابلة ، الإجابة ردا علي مقابلة السفير المصري سامح شكري لبنيامين نتينياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي ، وكأن الموضوع يسير بمنطق إشمعني ، وكأن هذا الأمر يعد من وجهة نظر من قاموا بنشر تلك الصورة ، دفاعا عن شكل وموقف سامح شكري ، وهذا من وجهة نظري يعد إفتئاتا علي الموقف المصري برمته ،والتسخيف من الأمر برؤية تكاد تكون رؤية سطحية للأمور ، وتعبيرا عن عدم إدراك وفهم صائب في إعطاء مردود طيب ومبرر للأقضية التي نتعايشها ليل نهار ، مع ملاحظة أنه يتم إستحضار تلك الصورة الخاصة ببكار وليفني كلما أراد الطرف الأخر أن يبرر سلوكا معينا في مواجهة التيار المدني وكأن بكار هذا هو الممثل الأول والأخير لصورة التيار الديني
وكما أسلفت شخصنة المواقف والتعبير عنها بنظرية إشمعنا ، وخلق وتعميق الفجوة بين التيارات السياسية بالبلاد يؤدي إلي الإفلاس ، فمن يتعرض إلي تلك الموضوعات بنفس هذه الروئية السطحية ما هو إلا شخصا مفلس ، يفتقد الروئية الصائبة ، بل هو شخص لا يمتلك أرضية ثقافية معتبرة .
تحليلي هنا هو دفاعي عن الموضوعية ، والتجرد عن السطحية في التفكير ، وإعطاء كل ذي حق حقه سواء أكنا نختلف مع توجهه الفكري من عدمه ، فتبقي معضلة أساسية هي الموضوعية وعدم إشغال الناس بأمور سطحية سخيفة ، يكون من خلالها إعتقاد بعض الأشخاص أنهم بذلك ينتصرون لرأيهم ولمن يدافعون عنهم حبا لهم ، فيقعون في دائرة عدم الموضوعية والتقليل من أرائهم ، لأنهم قد يعطون إنطباعا سيئاً لمن يدافعون عنهم ، وبذلك يكونون قد قاموا بخدمة طرف أو أطراف أخري دونما أن يشعرون .
أكرر أنني لا أحابي طرفا علي حساب طرف أخر ولكنني أنشد الموضوعية في إبداء الأراء خاصة حينما نخوض في غمار الحياة الخاصة أو العامة للأشخاص ، فالحكم الموضوعي ركيزة كل عاقل واع متفهم ،عنده من الحنكة ما يستطيع من خلالها إضفاء مضمون جيد لما يثار ويتعرض له من موضوعات ، فيثري تلك الموضوعات بالحكمة ويجعل المفند لأراءه مستمتعا مستلذا بما يكتبه أو يرويه .